إحصائية |
المتواجدين الان: 12 الزوار: 12 اعضاء: 0
|
|
الياسمين في الوطن العربي
الياسمين في الوطن العربي
يوجد الياسمين في جميع البلدان العربية المتوسطية لكن بنسب
متفاوتة اذ يكثر في بلدان الشام وبخاصة سوريا ومصر وبلدان
المغرب العربي خاصة تونس حيث يصنع منه المشموم
التونسي الشهير
(1)
ارتباط الياسمين و دمشق
ان لهذه الزهرة قيمة معنوية عالية بالنسبة للسوريين حيث تحولت
الى رمز دمشقي بعدما ارتبطت بتاريخ الشام وانتشرت في بساتين
غوطتها وعلى شرفات منازلها وقرب جدران بيوتها القديمة
و ما زالت تشكل احد مميزات البيت الدمشقي الرئيسية طالما ان
رائحتها توفر اجواء الراحة وتضفي على الجلسات جمالية خاصة
وحين يذكر البيت الدمشقي تتداعى الى الذاكرة مباشرة صورة نمطية
حميمية لحيز مكاني يعبق باريج الفل والحبق والاضاليا والمستحية
والياسمين الدمشقي تلك الزهرة البيضاء التي ارتبطت بمدينة دمشق
ارتباطا وثيقا واصبحت رمزا طبيعيا من رموزها عبر العصور كما
هو جبل قاسيون ونهر بردى والجامع الاموي وسوق الحميدية
فتميزت بها وانتشرت في بيوتها القديمة وحدائقها المنزلية لتصبح
عاصمة للياسمين وظلت هذه الزهور علامة تميز الهوية السورية
وينبوعا للجمال واغنية للشعراء
(2)
ارتباط الياسمين بالشعراء
وقد تغنى الشعراء بالياسمين وغنوا له وتدلى على شرفات المنازل
وغطى ادراج البيوت ومداخلها وعتباتها وفي مدينة دمشق عطرت
رائحة الياسمين المساءات والازقة والافق الواسع حتى عرفت
بمدينة الياسمين وبدت كما يصفها الشاعر الاندلسي ابن الابار
فتلـك عروش الياسمـين وزهـره كزهر النجوم وسط افلاكها تبدو
(3)
ولعل اكثر من تغنى بـ ياسمين دمشق وبياضه الناصع
الشاعر نزار قباني الذي اهدته دمشق ابجدية الياسمين حسب
تعبيره وحكاية نزار قباني مع الياسمينة الدمشقية بدات منذ فتح
عينيه على هذه الحياة لاول مرة ترعرع في ظلها لتصبح جزءا
من حياته وتفكيره وشعره ونثره فالياسمينة الدمشقية موجودة
في الكثير منقصائد نزار قباني واظهر تعلقه الشديد بها حتى
اواخر حياته حينما كان يوصي ويصر على ان يدفن في التراب
نفسه الذي نبتت فيه حبيبته ياسمينة دمشق حيث قال
انني ارغب في ان ينقل جثماني بعد وفاتي الى دمشق ويدفن
فيها في مقبرة الاهل لان دمشق هي الرحم الذي علمني الشعر
وعلمني الابداع واهداني ابجدية الياسمين
(4)
وهكذا عاد الطائر الى بيته والطفل الى حضن امه الارض في
مقبرة الباب الصغير التي تعرشت على اسوارها زهرات الياسمين
الدمشقي البيضاء وهي تفوح برائحة زكية يملا شذاها الارجاء
(5)
اما الشاعر محمود درويش فيقول في قصيدته في الشام
بمجموعته لا تعتذر عما فعلت في الشام اعرف من انا وسط
الزحام يدلني قمر تلالا في يد امراة علي يدلني حجر
توضا في دموع الياسمينة ثم نام
(6)
وفي ما مضى ابو البقاء عبد الله البدري عالم من القرن التاسع
الهجري ذكر في كتابه نزهة الانام في محاسن الشام
ان من محاسن الشام الحواكير وهي كالحدائق في سفح جبل
قاسيون زرعت بالرياحين والياسمين والازهار المتنوعة ليحمل
منها النسيم العابر طيب الريح ويسري به
الى اماكن اخرى من المدينة
|
الفئة:
قسم المنوعات |
أضاف:
stones (2018-10-02)
|
مشاهده: 1270
|
الترتيب:
0.0/0 |
|
|
|